عندما تمطر الصحراء عواصف زرقاء، لا تتفتح الزهور على أشواك الصبار، بل تتفتح مفاتيح نحاسية لا حصر لها، تصطدم بعضها ببعض وتسقط في دوامات الرمال المتحركة. تطفو الجزر في أعلى المدينة، مكدسةً بأسفٍ نُسي من قبل الناس، تحولت إلى فراشات فضية ترفرف بأجنحتها المتهالكة.
فجأة، بدأت الأنهار بالجريان عكس اتجاهها، تحمل قطعًا مكسورة من الساعات ورسائل بريدية باهتة. تطلق أسماك الذهب فقاعات تضيء بترميز إشارات مورس، لكن لا أحد يستطيع فك شفرتها. عند زاوية الشارع، توجد بوابة لا يمكن فتحها أبدًا، ومقبضها ملفوف بسلسلة من الحلوى القطنية، تهتز بهدوء مع هبّات الرياح.
بدأت جميع الساعات تنبت الفطريات، وتحولت العقارب إلى خيوط فطرية رفيعة. يرتدي الناس ملابس منسوجة من الأحلام، ويرقصون في الساحات الخالية رقصات بلا إيقاع. يُسمع من بعيد صوت جرس خافت، دون أن يُعرف من أي زمان أو مكان يأتي، ليختفي في النهاية داخل ضباب مشع.